يقدم كتاب "البحر المفتوح" تاريخاً كبيراً جديداً للحياة الاقتصادية في عالم البحر الأبيض المتوسط خلال العصر الحديدي، بدايةً من التجارة الفينيقية، مروراً بالحقبة الهلنستية، حتى بداية السيادة الإمبراطورية لروما. يذهب الكتاب، اعتماداً على مدى واسع من المصادر القديمة وأحدث ما توصلت إليه النظرية الاجتماعية، إلى أن البحث عن "اقتصاد قديم" أوحد متوهم قد حجب تنوع الخبرة الواقعية كما عاشها الناس في عالم البحر الأبيض المتوسط، تلك الخبرة التي انطوت على كل من التغيرات في الاقتصادات السياسية على مر الزمن والاختلافات في التصورات الثقافية للمِلكية والنقد. ويثبت الكتاب إلى جانب ذلك أن اقتصادات المنطقة غدت أشد ارتباطاً فيما بينها خلال تلك الحقبة.

يمثل الكتاب اختراقاً في مجال التاريخ الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط القديم، ويكشف أن أصول الاقتصاد الحديث تمتد أبعد من اليونان وروما، إلى حضارات مصر والشرق الأدنى القديمين وثقافات البحر الأبيض المتوسط الهلنستية وما قبلها.