المجلد 19

استعراض
مقالة وصول حر التكرار اللفظي في القرآن – ترجمة المعنى أم الشكل؟(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/2007) أحمد عبد الفتاح محمد علي الليثييعد التكرار اللفظي سمة موجودة في جميع اللغات، ويتنوع الغرض منه سواء كانت الحاجة إليه بلاغية أو تأكيدية أو غير ذلك تبعاً لمتطلبات كل لغة. وعند الترجمة من لغة إلى أخرى تنشأ مشكلة مفادها أنه نظراً لاختلاف اللغات في وسائل تعبيرها عن المعاني المقصودة، وتنوع الأدوات اللغوية المتاحة لكل لغة فإن ما يتناسب ولغة ما قد لا يتناسب مع لغة أخرى، بل قد يعد سخفاً لغوياً أحياناً.
وعند ترجمة الألفاظ المكررة في نص مقدس تظهر هذه الإشكالية بحيث ينبغي التعامل معها بحذر. ويتناول هذا البحث هذه النقطة تحديداً وخاصة عند ترجمة الألفاظ المكررة في النص القرآني الكريم. ويقرر البحث أن كل لفظة قرآنية متكررة تخدم غرضاً معيناً دقيقاً لطيفاً. وفي حالة إهماله لتكرره عند الترجمة فإن هذا الغرض ينمحي تماماً بل وقد يكون له تأثير سلبي يفسد رسالة النص المصدر تماماً. وفي النصوص الدينية المقدسة قد يكون المعنى أساسه المبنى نفسه. وعلى المترجم أن ينقل في الترجمة ما هو بالنص الأصلي كما وضعه النص الأصلي.
وبالطبع فإن القيام بهذا أمر له مشاكله الخاصة به تبعاً للغة الهدف وما يصح فيها لغوياً وبلاغياً وما لا يصح، وكذلك فهذا أمر لا يحل المشكلة وإن تصادف إسهام هذه الطريقة في الحل. ولذا فإنه يمكن للمترجم ببساطة في محاولته الحفاظ على دقة النص وسلاسته وكذا الأمانة في النقل أن يلجأ إلى استخدام الهوامش ليلفت نظر القارئ والناقد إلى صياغة النص المصدر الحقيقية؛ وهكذا يقلل من تأثير الشكل أو المبنى على النص الهدف، ويحافظ قدر الإمكان على المعنى، وفوق ذلك يرضي الناقد والقارئ، بل والمؤمن بقدسية النص من حيث عدم إهمال لفظة تكررت في النص الأصلي، والتعويض عنها بطريقة ما.