المجلد 28

استعراض
مقالة وصول حر الصوت والإيقاع في شعر الخنساء(دار جامعة الملك سعود للنشر, 5/2/1437) ليلى السبعانملخص البحث: تأتي الدراسة في شقين؛ الأول يقوم على إبراز الخاصية الصوتية في شعر الخنساء، واستكشاف خبايا الصوت من خلال الوحدات الصوتية الصامتة والصائتة، وخصائص الصوت المستخدم عندها من خلال الصوت المفرد والسياق، سواء كان صوتا مجهورًا، أو مهموسًا، أو رخوًا، أو شديدًا، أو وسطًا، ومدى مواءمة هذه الاستعمالات الصوتية للغرض الشعري. أما الشق الثاني فهو دراسة المستوى الإيقاعي، وكشف التشكيل الإيقاعي في تجلياته الخارجية، ممثلة في الموسيقى الشكلية بما تحويه من وزن وقافية، وإبراز الجوانب الدلالية والإيحائية في الأوزان والقوافي التي استخدمتها الخنساء، وفي تجلياته الداخلية المتمثلة في الموسيقى التشكيلية من تكرار وجناس وطباق ومقابلة وتصريع، وربطها بالسياق؛ تحقيقًا للعلاقة بين الإيقاع الداخلي والخارجي في خدمة السياق. وإن المنهج المتبع في البحث تحليليٌّ يقوم على تحديد البنى الصوتية في نصوص الشاعرة الخنساء ثم إظهار خصائصها الصوتية والإيقاعية. ومهمة البحث تحليلية للكشف عن استعمالات الوحدات الصوتية وربطها بالغرض، وبالحالة النفسية للشاعرة الخنساء، ومدى القدرة على اكتشاف خبايا النفس الشاعرة من خلال هذه الوحدات. وجاءت أهم نتائج البحث في أن الأصوات والإيقاعات اتسمت بالبوح الحزين في معظمها، ولعل هذا منطقي قياسًا إلى نسبة قصائد الرثاء (81) قصيدة إلى مجموع قصائد الديوان (97) قصيدة، كما أن أصوات الشاعرة في لغتها وافقت أغراضها وحالتها النفسية، فأصوات وإيقاعات الفخر والمدح والتحريض والوصف جاءت مختلفة عن الأخرى في الرثاء المتسم بالانكسار والحزن، وتبين لنا سيطرة المجموعة الوزنية التقليدية في الشعر العربي على أشعارها؛ حيث نظمت معظم قصائدها في ثلاثة بحور (البسيط، الطويل، المتقارب) التي تتميز بأن أشطارها تقوم على كثرة المقاطع والتفعيلات، مما يجعلها أكثر ملاءمة للموضوعات الوجدانية بعامة، والرثاء بخاصة، وتتيح الإسهاب في نظم المعاني دون لجوء إلى الاختصار والقصر، كما في البحور ذات التفعيلات القصيرة.