السموأل: الحقيقة والتاريخ
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
ملخص البحث. ليس عجيبا أن يتمسك القدماء والمحدثون بتعريف تيماء الواردة في الشعر والتاريخ، على أنها تيماء الحجاز فقط، ذلك أن هذه المدينة هي التي كانت في الصدارة دائما؛ ويضاعف الغموض الذي يحيط بهذه المسألة كون المصادر -سواء أكانت تاريخية، أم أدبية، أم توراتية- هي مصادر شفهية، وهي مصادر تأخر تدوينها، بل حتى نقلها الشفهي شعرا على أيدي الرواة المحترفين الأوائل كالمصور العنزي، وحماد الراوية، والمفضل الضبي، وخلف الأحمر، وعلى يد علماء الأنساب كهشام بن الكلبي- كان هو نفسه متأخرا أيضا.<br><br>ليس هناك اتفاق حول النقوش التي ورد فيها اسم تيماء، وإن وجد الأثريون حلا وسطا في القناعة بالاتفاق على تيماء الحجاز. ويأتي دور الأسطورة ليعمق الهوة بين الشفهي والمنقوش؛ فهناك سموأل، وسموإيل، وسمويل، ونبونيدوس.<br>وكان هذا كافيا لوضع علامة استفهام كبرى حول كل ذلك، لولا الإصرار والتقليد، فمن حيث الموقع هناك: تيماوات، أو تيمانات، لا علاقة لها بتيماء المشهورة الراسخة في الذاكرة، ومن حيث الرواية الشفوية الخاصة بشهرة تيماء، في قصة امرئ القيس، ثبت أنها أخذت دور غيرها تحريفا واختلاطا، ومن حيث الآثار، فصاحبها نبونيدوس -(بل حتى تغلات بلاسر)- نفسه، لا يقدم دليلا على صلته بها. ومن الثابت أن التضحية البشرية المقترنة بتقديم القرابين البشرية للآلهة، ذات علاقة بالوثنية.<br>وفي ضوء هذا القلق وعدم اليقين، كان على البحث العلمي مراجعة كل المصادر البينة، وأدت المراجعة إلى قطع صلة امرئ القيس بتيماء الحجاز، ونفي وجود شخصية شاعرة فيها، وعلى النقيض من ذلك كان هناك شخصية تاريخية غير رفيقة بالعرب، أو متعاطفة معهم. والسموأل المشهور شخصية أسطورية، أو قبلية، تعود إلى قرون خلت. وكذلك، فإن نبونيـدوس -إن وصل تيماء- فأقرب احتمال هي تيماء القصيم، أو تيماء (شوبك، المشهورة في التوراة)، أو أي تيماء مجاورة له.<br>والحق أنه لا التاريخ، ولا الآثار، ولا الأدب، يحمل يقينا، وأن اليقين هو إجماع غير موفق على مسمى متعارف عليه، كشفت الدراسة على تناقضاته وخلافاته، وبينت أن دور تيماء الحضاري لا يتجاوز كونها محطة عبور، ولو تجددت الحفريات الأثرية في تيماء نجران، أو تيماء القصيم، مثلا، لاستبانت أمور كان من حقها الظهور والعلن؛ ناهيك عن المصداقية من وراء خبر التوراة، أو إشارة النقش، أو ادعاء الخبر.<br>