التفكير الناقد ما بين غموض المعنى عند من كتب فيه

يعالج هذا البحث إشكالية تعدد وجهات النظر في التفكير الناقد، والخلط الذي يقع فيه العديد ممن كتبوا في هذا المجال بهدف بلورة نموذج يوضح هذا النوع من التفكير، ويفيد في توجيه التدريس بما يكفل غرسه في أذهان الطلبة وتفكيرهم ورعايته عندهم.  ولتحقيق هذا الغرض، استعرض الباحثان وجهات النظر المتباينة حول التفكير الناقد مع نقد هذه التصورات وبيان الفهم الخاطئ فيها.  وقد أسفرت هذه المعالجة النقدية التحليلية عن بلورة النموذج المنشود لهذا التفكير.  وقد تألف النموذج من خمسة مكونات أساسية هي:  الأساس والمنطلقات للتفكير الناقد،  ويتألف من ركنين؛ وهما:  الخلفية المعرفية بالموضوع الذي يتم فيه التفكير،  وامتلاك عادات عقلية أساسية لهذا التفكير.  أما المكون الثاني فهو وسائل التفكير الناقد، ويتألف من جانبين أساسين؛ وهما: إستراتيجيات التفكير الناقد ومهاراته، والالتزام بالمستويات القياسية للتفكير الناقد.  ويتشكل المكون الثالث للنموذج من غايات التفكير الناقد وأغراضه.  أما المكون الرابع، فكان نتاجات التفكير الناقد وما يسفر عنه من إصدار أحكام مدعومة بحجج نوعية ضمن سياق محدد.  وتمثل المكون الخامس بنوعية البيئة التي يجب أن تكون مشجعة ومحفزة للتفكير الناقد.  واستعرض الباحثان كذلك وبشكل موجز ما يجب أن يكون عليه التدريس لتنمية التفكير الناقد وفق النموذج الذي توصل إليه الباحثان.