الزواج القرابي في المجتمع العربي السعودي الواقع والتوجهات (دراسة ميدانية )

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات الشباب نحو تفضيل الزواج القرابي أو الزواج الخارجي وتحديد الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والحضرية المرتبطة بتفضيل نمط الزواج، كما تهدف إلى التعرف على حجم ظاهرة الزواج القرابي والخارجي من خلال حالة الزواج بين والدي المبحوثين. . <br> استخدمت هذه الدراسة منهج المسح الاجتماعي بالعينة والذي يلائم أهداف هذه الدراسة وطبيعتها. كما استخدمت الاستبانة المقننة كأداة لجمع البيانات. أما المجتمع الإحصائي لهذه الدراسة، فهم جميع طلاب الجامعات والمعاهد المهنية المسجلين خلال الفصل الأول من العام الدراسي 1413-1414هـ، وقد تم سحب عينة عشوائية قوامها 1860مبحوثًا يمثلون طلاب الجامعات والمراكز المهنية. <br> تؤكد نتائج هذه الدراسة أن الزواج الخارجي، أي الزواج من غير الأقرباء، هو النمط السائد في جيل الآباء، كذلك هو النمط المفضل في جيل الأبناء، كما تؤكد هذه الدراسة أيضا هيمنة الزواج من ابنة العم سواء في جيل الآباء، أو الرغبة في الزواج من ابنة العم في جيل الأبناء. كما تؤكد نتائج هذه الدراسة أن هناك فروقًا  جوهرية بين من يفضلون الزواج القرابي والزواج الخارجي على مجموعة من المتغيرات الاجتماعية والأسرية والديموغرافية والمكانية. تؤكد نتائج هذه الدراسة أن صغار السن أكثر ميلاً للزواج القرابي. كما وجدت هذه الدراسة علاقة عكسية بين المستوى الدراسي والزواج <br>القرابي، كما بينت النتائج أن معظم المبحوثين ممن تزوّج آباؤهم زواجًا قرابيا يفضلون زواجًا خارجيًا، في حين أن معظم من تزوّج آباؤهم خارجيا يفضلون زواجًا قرابيًا ، كم كشفت النتائج أن معظم المبحوثين الذين يتلقون تعليمًا جامعيًا يفضلون الزواج الخارجي، في حين يفضل المبحوثون الذين يتلقون تعليما مهنيا الزواج القرابي. كما كشفت نتائج هذه الدراسة عن أهمية العامل المكاني في تفضيل نمط الزواج، سواء مكان ولادة المبحوث أو المكان الذي قضى به معظم سنوات طفولته، أو المكان الذي كان يعيش فيه قبل التحاقه بالجامعة، من حيث كونه مدينة كبيرة جدًا أو مدينة كبيرة أو مدينة صغيرة أو قرية، كما أوضحت نتائج هذه الدراسة ضآلة الفروق وعدم دلالتها إحصائيًا بين المبحوثين حسب المناطق التي ولدوا بها أو التي قضوا بها معظم سنوات طفولتهم أو التي كانوا يقيمون بها قبل التحاقهم بالجامعة والمعهد. <br><br><br>