السمات الشخصية للأمير عبدالله بن بلقين (469-483هـ / 1077-1090م) من خلال كتابه التبيان

نحاول في هذا البحث الوصول إلى معرفة بعض السمات التي تميزت بها شخصية الأمير عبدالله بن بلقين، آخر أمراء بين زيري في الأندلس، وذلك باستشفاف تلك السمات من خلال كتابه التبيان، الذي ألفه في منفاه في مدينة أغمات بالمغرب الأقصى ولقد كان هدف الأمير عبدالله من تأليفه لكتابه هو بيان ما اسماه بالحادثة الكائنة بدولة بني زيري بغرناطة إبان حكمه. وقد تحدث الأمير عبدالله في كتابه بشيء من التفصيل عن أسرته وحياته الشخصية لذلك فلعل كتابه هذا يعتبر وثيقة تاريخية هامة تعكس جوانتب من الأحوال السياسية والاجتماعية في الدولة الإسلامية في الأندلس في عهد ملوك الطوائف، كما وأنه مرآة صادقة نستطيع من خلالها التعرف على عدد من الصفات المميزة لشخصية الأمير عبدالله. <br>وقد دعاني إلى دراسة هذه الشخصية ما يبدو من تحامل عليها من بعض المؤرخين الذين كتبوا في تاريخ الأندلس. ولعل من نافلة القول أن نشير على أن أحكامنا على دلالات الأخبار والأقوال الواردة في التبيان إنما هي من اجتهادات المؤرخين الذين يصدرون إحكامهم في ضوء المعلومات التي بين أيديهم مع إدراكهم التام أن القرارات والمواقف التي تصدر عن الشخصيات ذات المسؤوليات الجسام إنما صدرت تحت تأثير عوامل مختلفة نادرا ما تتوافر للمؤرخ. <br>