الإبداع في الشعر العربي القديم: الإلهام والارتجال

مجلة العلوم

المجلد 9 العدد 1
  • إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
  • إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0

التاريخ

01/01/1997

الناشر

دار جامعة الملك سعود للنشر
King Saud University Press

أ

انشغل القدماء والمحدثون بقضية الطبع والصنعة، وصنّفوا الشعراء إلى فئات غالبها شعراء الطبع، وقليل منهم هم المتكلفون، وأوجدوا بين المجموعتين فروقات فنية، أسقطوا فيها ذواتهم عليها، فكانوا بين عاشق لأحد النوعين، أو كاره له، أي بين مؤيد ومعارض، حتى غالى المحدثون، فجعلوا الشعر مدارس، تنقص عند بعضهم وتزداد عند آخرين. ولكن الشعر هو كالشعر، إنه وليد إبداع ومخاض، إنه تأزم وتمزق وولادة، وكل ذلك مصحوب بالتوتر والتحفز، هذا هو الشعر، ولذلك اقترن بالسحر تارة، وبالجنون تارة، وبالشيطان كثيرا. وما هذا الاقتران إلا ملاحظات لأحوال الشاعر وإحساس بهذا الشعر الذي استطاع صاحبه أن يسبح في أجواء أحلام غامضة، يجمع في رحلته معها الصور والكلمات. نجد هذا في كل تعبيرات شعراء العرب جاهليين وإسلاميين وأمويين، حتى أصبح لدينا وثائق عن هذه الأحلام منذ إمرىء القيس حتى الفرزدق. إن هذا في واقعه لأمر يدعو إلى تأكيده وتثبيته، لا تفتيته  وتشتيته، ذلك لأن الأمية والشفوية، صنوان أبديان، يحتفظ شاعرهما بالروح الإنسانية الشفافة، التي عبر عنها العقاد بالصدق الفني والخيال الفطري، أو هما حسب التقسيمات النقدية: شعر الصنعة وشعر الطبع، وذلك قبل أن ينقسم الشعراء حقيقة إلى ((شعراء طبع وصنعة)): (( عبيد الشعر))، وفي فترات تالية لاحقة. <br><br>

الوصف

الكلمات الرئيسية

المرسل

(URI)معرف الموارد الموحد

تقارير الاستخدام