مشكلات الأسرة وإقدام الشباب على الانتحار:

Abstract

تعد ظاهرة الانتحار من الظواهر الاجتماعية التي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات، إلا أن مجتمعاتنا العربية كانت تؤكد دوماً على أن نظمها الاجتماعية وخاصةً النظامين الأسري و التعليمي يعملان على توفير ميكانزمات أو آليات لتحقيق التكامل الاجتماعي داخلها مما يحول دون انتشار هذه الظاهرة بين أفرادها فضلاً عما يحققه النظام الديني أيضا من آليات تقف ضد هذه الظاهرة . و الإحصاءات الرسمية بالمملكة العربية السعودية تكشف عن تزايد عدد حالات الانتحار أو محاولات الإقدام على الانتحار فقد بلغت عدد حالات الانتحار في عام 1425هـ (263) حالة وبلغ عدد حالات محاولات الانتحار (281)حالة.<br>و مما لاشك فيه أن انتحار أحد أفراد الأسرة كالأبناء ينعكس على بنائها, و تزداد الخطورة إذا كان المقدم على الانتحار رب الأسرة أو الأم, ومن هذا المنطلق اهتم الباحث بهذه المشكلة و بصورة خاصة لدى فئة الشباب. والدراسة تسعى إلى التعرف على العوامل البنائية والأسرية التي تكمن وراء إقدام الشباب على الانتحار والتي نعرفها بأنها عوامل الخطورة وراء السلوك الانحرافي المتمثل في الانتحار أو محاولة الانتحار.<br>والباحث اعتمد في القيام بهذه الدراسة على بيانات مستمدة من استبانه طبقت من خلال مقابلات أجريت مع عينة من الشباب والشابات الذين يعيشون أزمات اجتماعية شديدة انتهت بهم إلى إيداعهم دار الملاحظة ودار التوجيه ورعاية الفتيات وقد بلغ عددهم (178)حالة، حيث حاول الباحث الكشف عن تصور هؤلاء الشباب للانتحار كسبيل للتخلص من مشكلات الحياة ومن الظروف المعقدة التي يمرون بها وهي ذات الظروف التي تدفع كثيراً من أقرانهم إلى الانتحار أو إلى محاولة الانتحار .<br>ومن ابرز النتائج أن 90.2% ممن يرون أن الانتحار حلاً يريح الإنسان من مشاكله لدى ممن لا يجدون مساعدة من الآخرين عندما يكونوا في حاجة إليهم .و أن 87% من الذين يرون أن الانتحار يريح الإنسان من مشاكله يتمنون لو أنهم لم يأتوا إلى هذه الحياة.أي يتمنون أن لو كانوا أمواتا غير أحياء.وهذا يعني ضمنياً أنهم يرون أن الانتحار فيه حل لمشكلاتهم وأن حياتهم لا قيمة لها في حد ذاتها.و تكشف الإجابات أن 80% من الشباب الذين يرون أن الانتحار يريح الإنسان من مشاكله ممن يعانون من المعاملة السيئة التي يمارسها عليهم أحد الوالدين أو كليهما بصفة دائمة.<br>