النكاح السري في الفقه الإسلامي

تدعو الحاجة في وقتنا الحاضر - إلى بيان مفهوم هذا النوع من الزواج وحكمه في الفقه الإسلامي وبيان دوافعه وأسبابه لوجود فئة من الناس تلجأ إلى هذا النوع من النكاح لأي سبب من الأسباب ، ولقد وضعت لهذا البحث خطة تتكون من مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة.المقدمة : بينت فيها أهمية البحث وسبب البحث فيه وخطة البحث.أما المبحث الأول : فوضحت فيه تعريف النكاح السري عند الفقهاء والذي توصلت فيه إلى أنه النكاح الذي تتوفر فيه شروط النكاح ويشهد عليه شاهدان ولكن يوصى الشاهدان أو غيرهما بكتمانه.أما المبحث الثاني : فخصصته لبيان الفرق بين النكاح السري والأنكحة المشابهة مثل النكاح العرفي ونكاح المسيار . فتبين أن الزواج العرفي : هو الزواج الشرعي المستكمل لأركانه وشروطه ولكنه لا يسجل رسمياً في الدوائر المختصة بالدولة إلا إذا كان بلا ولي فإنه غير صحيح عند العلماء وهو القول الصحيح، أما زواج المسيار: فهو الزواج الشرعي المستكمل لأركانه وشروطه ولكن الزوجة تتنازل فيه عن بعض حقوقها الشرعية التي تثبت بالزواج.أما المبحث الثالث : فجاء لبيان حكم النكاح السري الذي اختلف الفقهاء فيه على قولين ، وبعد عرض الأدلة والمناقشة ترجح عندي قول الشافعية والحنابلة أنه جائز وصحيح مع الكراهة.أما المبحث الرابع : فبينت فيه أن النكاح السري في وقتنا الحاضر يختلف في مفهومه عن النكاح السري الذي عرفه به الفقهاء . فيقصد الناس به اليوم النكاح الذي يخفيه الزوج عن زوجته وأولاده وأهله وأقاربه - أو بعضهم - ولكنه يعلن هذا الزواج ويشتهر عند أهل الزوجة الثانية وأقربائها.وتوصلت إلى أن هذا النوع من النكاح - بهذا المفهوم - لا ينطبق عليه النكاح السري لأنه أعلن وشاع خبره عند فئة من الناس ولأنه لا يكون سرياً ومكتوماً ما علمه الشهود والولي والزوج والزوجة على أرجح القولين.أما المبحث الخامس : فخصصته للحديث عن دوافع وأسباب النكاح السري وذكرت فيه مجموعة من الأسباب من أهمها : الخوف من الزوجة الأولى ، أو الخوف من الأولاد ، أو الخوف من الأهل ، أو لمحاولة تجربة التعدد قبل إعلانه لمعرفة مدى نجاحه أو فشله ، أو بسبب العقم ، أو لأن الزوج مشتهر بكثرة الزواج فيخفيه حتى لا يشتهر ويعرف بذلك ، أو بسبب الاختلاط بين الذكور والإناث في الجامعات أو العمل فيُلجأ إلى الزواج السري لأسباب منها: معارضة الأهل على الزواج حتى التخرج من الجامعة ، أو بسبب ثقل الأعباء المالية، أو بسبب عدم كفاءة أحدهما للآخر فيعارضه الأهل فيلجأ إلى الزواج السري، أو لاختلاف الدين ، وكل ذلك بسبب الاختلاط الذي حرمه الإسلام.أما الخاتمة فبينت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث.