اللغة والهويّة

Abstract

يسعى هذا البحث إلى إبراز دور اللغة في التعريف بالهوية و بالحضارة والنهوض بهما؛ لذلك عملنا على تعريف اللغة أولا ثم الهويّة ثانيا ثم تطرّقنا إلى جدل العلاقات بينهما من وجهة نظر تاريخية ودينية وحضارية وجغرافية وسوسيولوجية وثقافية عموماً، وتوصلنا إلى أنّ اللغة هي المكون الأول والرئيس في الهوية الثقافية. فهي حياة الأمة وهي بدايتها ونهايتها كما أنّ اللغة من المقومات الجوهرية لهويات الأفراد والجماعات، وعنصر أساسي في تعايشهم السلمي، هذا إضافة إلى أنها عامل استراتيجي في التقدم نحو التنمية المستدامة .وقد أوصلنا البحث إلى أنّ اللغة هوية، وليست "الهوية" لغة، بمعنى أن اللغة ليست المقوم الوحيد للهوية، وإن كانت من أهم هذه المقومات، وأشدها خصباً وعمقا وتركيبا. إن العلاقة بين اللغة والهوية هي علاقة الخاص بالعام، فالهوية أعم من اللغة؛ لأن للهوية تجليات عديدة غير اللغة". وختمنا البحث بالإقرار أنّ أزمة اللغة المعاصرة هي أزمة الهوية الثقافية و أنّ اللغة هي الحاضنة الفكرية وهي العامل الأهم في تجسيد خصائص الأمة والحافظة لتاريخها والداعمة لاستمراريتها مما يتطلب من جميع الأمم العمل على صونها وحمايتها من كل التحديات التي تحيق بها لأن في ذلك صوناً للأمة ولهويتها ولمكانتها وخصصنا بذلك أمتنا العربية التي خصها الله بقرآن عربي فقد تعهَّد الله بأن تبقى اللغة العربية ما بقيت الحياة.