الزهد عند أبي العتاهية وأبي العلاء المعرّي: دراسة مقارنة

يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة الزهد عند أبي العتاهية وأبي العلاء المعري من خلال استقراء تحليلي لأشعارهما الزهدية، مشفوعة بالاعتماد على المصادر التي تحدثت عن هذه الظاهرة عندهما. ويحاول البحث أن يلقي الضوء على طبيعة الزهد عندهما وأسبابه ومظاهره وموضوعاته.<br>وخلص البحث إلى أن زهد إبي العتاهية كان صحوة روحية بعد أن انغمس في حياة اللهو والمجون مدة طويلة. وكان في زهده أكثر موضوعية ومنطقية واعتدالية من المعري. وبدا في زهده أنه يدور في فلك الزهد الإسلامي.<br>كما خلص البحث إلى أن زهد المعري كان زاهداً مفروضاً كحل لأزمة نفسية وكحيلة دفاعية من أجل الخلاص من واقع مُحبط مُفْعم بالفشل والمصائب والشعور بالنقص عن الآخرين جراء عاهة العمى. وكانت استجابات المعري لهذه المؤثرات غريبة وقاسية من أجل إبراز ذاته وتأكيد عمق رؤيته الفكرية والإبداعية وقوة إرادته في قهر عاهته وترفعه واستعملائه على واقعه وإنكاره، وإثبات قدرته على المواجهة والتحدي فيما ألزم نفسه به استجابة لناموس التوازن النفسي ورغبة في تضخيم الأنا.