العلاقات الاجتماعية بين مكة والمدينة منذ ما قبل الإسلام حتى فتح مكة

لا يختلف اثنان على الأهمية التاريخية التي تتبوأها كل من مكة ويثرب (المدينة) عبر تاريخهما الطويل. وتزداد تلك الأهمية حينما تلامس مرحلة من أهم مراحل تاريخهما، وأعني بها تلك الحقبة التي تمتد منذ قبيل الإسلام حتى فتح مكة.<br> هذه الفترة هي الإطار الزمني لهذا البحث الذي يتناول بشكل خاص العلاقة الاجتماعية بين هاتين المدينتين، والتي تتجلى فيما كان يربط بين أهليهما من روابط المصاهرات التي قلَّ أن يخلو منها بطن من بطون ساكنيهما بما في ذلك زواج بعض رجال من أهل مكة بفتيات من يهود يثرب وخيبر. وتتجلى تلك العلاقات كذلك فيما قام بين كل من أهل مكة وأهل يثرب (المدينة  فيما بعد الهجرة) جماعات وأفراد، من روابط الحلف والجوار والصداقة الحميمة، وتبادل الزيارات، وخلافها، يضاف إلى ذلك ما سيشتمل عليه البحث من رصد التواصل الاجتماعي بين من هاجر إلى يثرب (المدينة) من أهل مكة، ومن لم يهاجر وذلك حتى فتح مكة.<br>