معاهدات الملك الحثّي شوبيلوليوما الأول ( نحو 1380 – 1340 ق.م) مع الممالك السورية

ملخص البحث . كان شوبيلوليوما ( الأول ) أحد أبرز الملوك الحثيين ، و يُعَد مؤسس المملكة الحثّية الحديثة . تميز ببراعته الإدارية والعسكرية ، ونجح في استعادة أمجاد المملكة السابقة ؛ بعد عدة حملات ضد مملكة ميتّاني أضعفتها ، و دفعت الأوضاع فيها باتجاه الانهيار . ثم تفرغ للشؤون السورية ، واستطاع خلال فترة قصيرة نسبياً فرض النفوذ الحثّي في مناطق سورية الساحلية و الداخلية ، و إنهاء النفوذ الميتّاني و المصري هناك .<br>لقد كانت ممالك أوجاريت وأمورّو ونُخَشّي أبرز الممالك السورية آنذاك ، وكانت تعاني من غياب التحالف فيما بينها ، أو مع الممالك الأخرى في سورية ، وكذلك من ارتباطها التقليدي بمملكتي مصر وميتّاني . ولذلك وجدت نفسها في وضع جديد ، لا تمتلك فيه مقومات الاستقلال التام والمواجهة ، فاضطرت إلى القبول بمعاهدات جائرة فرضها الملك الحثّي عليها ، وجعلها مرتبطة و تابعة لمملكته .<br>تمثل هذه المعاهدات أنموذجاً خاصاً ، يعرف في البحوث بـ " معاهدات التبعية " ، وهي معاهدات دولية تركز على جوانب متعددة تدخل ضمن إطار " القانون الدولي " ، مثل : الحدود ، اللاجئون ، الأسرى ، التعاون العسكري ، الدفاع المشترك ، الجزية .... وهي تستحق دراسة تاريخية قانونية خاصة .<br>أما من حيث الأسلوب التعبيري فهي مصوغه بأسلوب الأمر في طرح المسائل ، والنهي في التحذير من ممارسات معينة عدائية ، والشرط الجازم الموجب لتنفيذ البنود. وهي تشجع الطرف الضعيف على القبول بما قرره الملك الحثّي ( الملك العظيم ) ، لأنه يضمن له الحماية والاستمرار في الحكم والدعم العسكري وتحقيق الرخاء الاقتصادي ، وهي وعود تشهد عليها الآلهة الحثّية ومظاهر الطبيعة المقدسة و غيرها .<br>