أزمة الهوية الثقافية في عصر العولمة: رؤية أنثروبولوجية
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
ملخص البحث. تعالج هذه الدراسة في جزئها الأول التأثير الثقافي لعملية العولمة، وعلاقته بالهويات الثقافية للشعوب غير الغربية، والتي تثور لديها التساؤلات والمخاوف من هذا التأثير. فالاتجاهات تتضارب داخل دول العالم الثالث بوجه خاص بين من يؤيد الإسهام بفاعلية في هذه التطورات العالمية الجديدة، وبين من يتخوف من أن الميزان الحالي للقوى في العالم سوف يوجه الاقتصاد والسياسة والثقافة لصالح الغرب، وعلى حساب هذه الدول، وبالتالي لن يوجد تنوع ثقافي بين الأطراف المشاركة في عملية العولمة، وإنما هيمنة من جانب الطرف الأقوى، ومحاولات مستمرة لفرض شخصيته على الآخرين.<br>وفي الجزء الثاني من الدراسة تقدم الأنثروبولوجيا صورة لعلاقة الغرب مع "الآخر،" من بدء نشأتها مع حركة الاستعمار الغربي، وتطور هذه العلاقة من الهيمنة والاستعلاء الثقافي على الشعوب غير الغربية، إلى الاعتراف بالهويات الثقافية لها، وخاصة مع نشاط أبنائها في دراسة مجتمعاتهم بصورة علمية منصفة، وحتى تأكد الغرب من أن الحضارة الإنسانية تزداد ثراء من خلال التنوع الثقافي، ووجود تفاعل متواصل بين أساليب الحياة والتفكير الغرية وغير الغربية.<br><br>هذه النتيجة الأخيرة التي تحققت علميا في المجال الأنثروبولوجي، من الممكن أن تكون هي الحل التاريخي المتوقع لأزمة الهوية الثقافية في عصر العولمة، مع تحقق الشرط الضروري لذلك، وهو الإسهام الإيجابي للدول النامية في التطورات الحديثة، لتأكيد إمكان التفاعل بين المحلية والعالمية، بعد أن أصبحت العولمة واقعا لا مفر من مواجهة مظاهره وآثاره، في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.<br>