حضور المكان في رواية "سقيفة الصفا": قراءة سيميائية

يسعى هذا البحث الموسوم ب"حضور المكان في رواية "سقيفة الصفا":قراءة سيميائية"، إلىالوقوف على دراسة المكان في رواية "سقيفة الصفا" للروائي السعودي "حمزة بوقري". وهي محاولة في قراءةالخطاب السعودي المعاصر، الروائي منه خاصة، قراءة نقدية، من حيث الوقوف على ملامح المكان، لا من حيثكونه مكاناً واقعياً، تدور فيه أحداثٌ بعينها، بل من حيث كونه مكاناً تخييلياً، يتجاوز الوصف الهندسي للمكان إلىوصفٍ آخر، يقوم على حشد الدلالات وتكثيفها، ليتحول المكان، من ثَمَّ، إلى روائي يجمع كل التقنياتٍفضاءاللازمة لصناعة العمل الروائي. وأول ما يسترعي انتباه المتصفح لرواية "سقيفة الصفا" هو عنوان الرواية، ليسالعنوان بحدِّ ذاته؛ بل اختيار هذا المكان، "سقيفة الصفا"، من بين الأماكن التي تزخر بها الرواية، لجعله عنواناً لها،على الرغم من أنَّ "سقيفة الصفا" لم ترد مقترنةً بأحداث الرواية سوى في ثلاثة مواضع، فضلاً عن أنّ "بوقري" لميعمد إلى تقديم أيّ وصفٍ لهذا المكان سوى قوله "من خلال سقيفة الصفا المظلمة"، فلم يدخل في أيّ تفصيلاتأخرى لوصفها.وانطلاقاً مماّ تقدّم، ارتأتْ الباحثة تخصيص الدراسة للوقوف على سيميائية "سقيفة الصفا" فيالرواية، إيماناً منها بأهمية دور المتلقي في استحضار المكان بوصفه مكاناً خاصاً متميّزاً، لأنَّ السكوت عن نقلتفاصيل المكان وجزئياته؛يغري المتلقي ببناء مكانٍ جديد ينبض بالحركة والحيوية، التي من شأنها أن تَسْكُنَ في حالنقل لنا "بوقري" وصفاً تفصيلياً ل"سقيفة الصفا".