أحكام البنيان ورهانات تدوينها

مسألة تدوين (codification) الأحكام المنزلة من الفتاوى لا تزال موضوع جدال بين معارض ومؤيد. الفتوى هي الإخبار بالحكم الشرعي دون الإلزام به. الحكم المستنبط يمكن أن يكون مختلفاً حولالقضية نفسها، وفقاً لكل مذهب من المذاهب الإسلامية، بل مختلفاً في بعض الأحيان داخل المذهب نفسه.كما أن الأحكام تتغير حسب الظروف الزمنية والمكانية وكذلك خصوصية القضية، وهو ما يترتب عنه عددغير متناهٍ من الإجابات القابلة للتغيير حسب الظروف. فيما يتعلق بالبنيان، هذه الاختلافات توفر للمجتمعالحضري والجيران، ممارسة مساحة حرة يمكن توجيهها بسهولة وفقاً للمصالح الاجتماعية والاقتصادية. يتمالتفاوض على الفضاء وتشكيله وفقاً لمقاصد الشريعة من جهة والتطور الاجتماعي من جهة أخرى. هذه الورقةتبحث في رهانات تدوين أحكام البنيان: إمكانية الاستفادة من إيجابياته وعدم التعرض لسلبياته. كما يبحثفي قضية تحيينه وانعكاسه على إدارة البنيان، وإنتاج الأنماط العمرانية. السؤال المطروح هو: لماذا، لم يسبق فيالتاريخ الإسلامي أن دونت الأحكام المنزلة من الفتاوى؟ في أواخر القرن التاسع عشر، أثر القانون المدني الفرنسي (french civil code)،على الدولة العثمانية، فدونت القواعد الفقهية والأحكام بعامة، وأحكام البنيانبخاصة.