العدد 1
URI الجديد لهذه الكائناتhttps://ksu.otcloud.co.ke/handle/ksu-press/5212
استعراض
مقالة وصول حر الشرق والغرب في رواية فورستر الرحلة إلى الهند(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/2000) عمر عبدالله با قبصملخص البحث. يسلط البحث الضوء على عبارة مهمة قالها فيلدنج لأدلا كوستد عقب تجربة الكهف المروعة وما تلاها من محاكمة عزيز والتي أفضت إلى براءته. ويحلل الباحث هذه المقولة في ضوء علاقتها بأمور مهمة بالحوار حول الاستشراق الذي بدأه إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق وتوسع فيه كتاب أمثال بهابها، يونج، فانون ومجيد. ويقوم هذا الحوار على أساس الاستقطابية البنيوية التي تضع حدودا فاصلة بين أوروبا القوية وآسيا المهزومة والبعيدة. وهذه النظرة الاستعلائية للغرب المتسلط هي الأساس الذي قام عليه الاستعمار الذي يرى أنه من حقه بسط نفوذه على الشـرق المتقهقر لسلبه كل خيراته. ومن ثم تكونت الفكرة لدى الغرب بأن الهند قارة غنية تحمل كنوزا مدفونة في أعماقها وللغرب الحرية المطلقة في سلب تلك الكنوز لتثري خزائنه. ومن خلال التحليل للنص السابق يتبين أن فورستر ينقد نقدا “تفكيكيا” تلك الفكرة الغربية عن الشرق الغريب والتي طُبعت في مخيلة الرجل الغربي وقامت على أساس الوهم والخيال. كما أن فورستر يوجه صفعة للاستعمار لأن الأسس التي قام عليها هشة إذ أنه يضع بذور التفرقة العنصرية والفروقات الطبقية بين الرجل الأبيض وأبناء الشعوب المستعمرة ويُرى الظلم المقيت والتحامل الواضح من خلال تلك الفروقات. وبالتالي فإن الأسس التي قام عليها الاستعمار بعيدا عن روح الإنصاف والعدل والتعامل الإنساني هي نفس تلك الأسس التي قوضت بنيانه وهددت بسقوط جدرانه لأن سلطة المستعمر سلطة زائفة مصطنعة تقوم على معايير خاطئة تصنف الشعوب وتقسمهم اعتمادا على أسس إنما تزيد الشحناء بين الشعوب وتجعل التقارب بين الشرق والغرب أشبه بالمستحيل. وبدلا من تعزيز سلطته وبسط نفوذه على القارة الهندية، يجد المستعمر نفسه في بيئة معادية لا يمكن له التعايش معها، وما عليه في النهاية إلا أن يعلن عن هزيمته وكأن تلك المحاولات لترويض القارة الهندية بطريقة تبين تفوق الغربي وقدرته على اكتشاف الأسرار والكنوز المختبئة قد باءت بالفشل الذريع. ولا يبقى للمستعمر إلا أن يجر أذيال الخيبة والهزيمة موليا شطره نحو الغرب الأكثر صفاء ووضوحا تاركا خلفه الشرق الغامض وما عليه إلا أن يعترف بفشله في فك رموزه وألغازه.