العدد 2
URI الجديد لهذه الكائناتhttps://ksu.otcloud.co.ke/handle/ksu-press/535
استعراض
مقالة وصول حر التنمية الزراعية من منظور إسلامي(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/07/2001) عبد الله بن عبد الله العبيدلقد خلق الله عزّ وجلّ الخلق جميعا لغاية واضحة وهي طاعته وعبادته، وبالمقابل فقد تكفّل سبحانه - تفضلا منه وإنعاما ورحمة - بضمان أرزاقهم، بل أقسم على ذلك تطمينا لهم وترطيبا لقلوبهم. ومع ضمان هذا الرزق فقد أمر الله عزّ وجلّ المخلوق ببذل الجهد والعمل لنيله واكتسابه. وهذا الرزق يشمل احتياجات الإنسان الضرورية وغيرها دون إسراف أو تبذير ودون بطر أو تكبر أو طغيان. إن المتأمل في كتاب الله عزّ وجلّ وفي سنة نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لن يعيه أن يعرف هذه العلاقة الخاصة ومقوماتها واضحة جليّة كوضوح الشمس. لقد نسب الله عزّ وجلّ إلى نفسه جميع أنواع الرزق فهو الزّارع وهو المنبت وهو مُنـزل المطر من السماء أو مفجّره من الأرض وهو الذي ينـزل من كل ذلك بقدر معلوم ويقسمه بين خلقه حسب إرادته ومشيئته لحكمة يعلمها. ولذلك فإن الموارد التي خلقها الله عزّ وجلّ وأمر الإنسان بحسن استغلالها دون إسراف أو تبذير أساسها ليس الندرة كما تدعيه وترتكز عليه المناهج الاقتصادية الوضعية، بل أساسها الوفرة والاتزان. لقد تم في هذا البحث الاستشهاد بالعديد من آيات القرآن الكريم وببعض الأحاديث النبوية الشريفة لتأكيد هذا التصور الإسلامي الخاص بالتنمية الزراعية وبمقوماتها الحقيقية. لقد هدف هذا البحث المختصر إلى إثارة الاهتمام والتفكير في هذا التصور الإسلامي الخاص والذي غفل عنه كثير من عامة المسلمين وخاصتهم. هذا التصور الذي يؤكد العلاقة المتوازنة بين قوة الارتباط بالله وطاعته وعبادته وبين ضمان الرزق والسعادة الحقيقية والحياة الكريمة في الدنيا والآخرة. إن أي جهود أو محاولات مهما كان حجمها أو شكلها خارج هذه العلاقة المتوازنة لن تحقق إلاّ الخسارة والوبال في الدنيا والآخرة.