المجلد 05

استعراض
مقالة وصول حر مقومات الحركات كما بينها سملزر Smelser مع إيضاحات لها من حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/07/1994) عبدالله بن عبدالرحمن الفيصلحددت هذه الورقة ثلاثة أهداف رئيسة تسعى إلى تحقيقها؛ يتمثل الهدف الأول في بيان وشرح المحددات البنائية بينت كالتالي: تيسير بنائي، توتر بنائي، نمو معتقد عام وانتشاره، العوامل المسرعة، التعبئة المنظمة وتعامل الضبط الاجتماعي مع السلوك الجمعي وتأثيره عليه من احتواء أو كبت له. كما شرحت هذه المحددات نظريًّا واستعين بشواهد لهذه المحددات من حركة الشيخ ابن عبدالوهاب.
أما الهدف الثاني فتمثل في بيان المستويات المختلفة لمكونات الفعل الاجتماعي الأربعة: القيم، المعايير ، التعبئة المنظمة، والتسهيلات. وقد أوضح هذا القسم من الورقة أنواع الحركات الاجتماعية المحتملة والتفاوت فيما بينها على ضوء أهمية مكونات الفعل من ناحية وأهمية المستويات المختلفة لكل واحد من هذه المكونات للفعل من ناحية أخرى. وقد استعين بحركة الشيخ ابن عبدالوهاب للتوضيح وإبراز فائدة منظور العالم Smelser في تحليل وفهم الواقع الاجتماعي في نجد.
وتمثل الهدف الثالث في بيان أهمية التوتر والمعتقد العام للحركات الاجتماعية. وقد تم إيضاح مصادر التوتر كما بينها Smelser من الجانب النظري. ولإيضاح هذا الجانب النظري، فقد استعين بما ساد منطقة نجد من توتر إبّان وقبل قيام حركة الشيخ ابن عبدالوهاب. كما تم إيضاح أنواع المعتقد العام لكل من مكونات الفعل الاجتماعي وتأثيرها التراكمي على مسيرة الحركة الاجتماعية. وقد بينا في هذا الجزء من الورقة المعتقد السلبي والمعتقد البديل لكل من مكونات الفعل كما يراها الحركيون.
وخلاصة القول إن ماقدمه سملزر من تنظير للسلوك الجمعي-وليس الحركات الاجتماعية إلا نوعًا منه-إسهام كبير في دراسة التغير الاجتماعي. فهو يتصف بالحياد الثقافي، بمعنى أنه عندما وضع القيم في قمة هرم مكونات الفعل ، لم يحدد محتوى أو انتماء هذه القيم (وغيرها من المكونات الأخرى) إلى ثقافة معينة، مما يَسّر الاستعانة بنموذجه في فهم حركة الشيخ ابن عبدالوهاب بمحتواها الثقافي والديني المغاير لمحتوى ثقافة Smelser وديانته. وإضافة إلى ذلك، اعتنى منظور سملزر بالقوى الداخلية في المجتمع كمصدر للتغير والرجوع إلى هذه القوى لإيجاد حلول مناسبة لكثير مما يعانيه المجتمع ليعود توازنه وتكامل القوى داخله.