المجلد 06

استعراض
مقالة وصول حر منهجية المنهج: مدخل إلى تأصيل المنهج العلمي(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/1995) محمد أسعد نظامي تالشيستهدف هذا البحث، أولاً ، تمييز ((المنهج العلمي )) من بقية مكونات العلم ومن المنهج غير العلمي، وثانيًّا، مقارنة مختلف المناقشات حول المنهج من جهة مضامينها ودلالاتها.
تمت هذه العملية في إطار مبني على مبادئ ملخصها أن العلوم، كمظاهر خاصة من حب الاستطلاع الفطري العام للإنسان، منبثقة جميعها من الحياة العادية وترجع جذورها إلى الفهم العام؛ وبالتالي فإن من أحسن الطرق منطقيًّا لتمييز العلم وتحديده هي مقارنة كل من مكونات العلم مع نظيره في الفهم العام، وعدّ ما يشترك فيه الاثنان ((غير علمي)) وما يتفرد به الأول علميًّا.))
وانطلاقًا من هذا الإطار قورن بحث دوركايم عن سبب الانتحار وقياس مايكلسون-مورلي لسرعة الضوء، على الترتيب، مع عمل سائق يبحث عن سبب تعطل سيارته في الطريق وحساب سرعة إنسان متحرك في داخل قطار في السير، وتم على أساسها، أولاً، تحديد وتمييز مكونات العلم- البحث والمنهج ، والأدوات والمعرفة...- في ارتباط بعضها ببعض وثانيَّا، استخلاص عدد من النتائج أهمها: (1) أن البحث، يمكن النظر إليه (أ) من جانب بنيوي، هو عدد وطبيعة مكوناته- الفرضية ، المعلومات الامبريقية، النتائج الجزئية والنتائج المعممة، (ب) من جانب منهجي هو طريقة معالجة تلك المكونات، و (جـ) من جانب معرفي هو نوعية المعرفة الناتجة عنه؛ (2) إن العلم والفهم العام متماثلان في بنية البحث ويختلفان فقط في المنهج، وهو التلقائية في الثاني واتباع قواعد معيارية معينة في الأول؛ و (3) عن البحث والمنهج العلمي وإن كانا مترابطين إلا أنهما يمثلان عنصرين للعلم مختلفين تمامًا: الأول عملية طبيعية ومركبة تستهدف تحصيل المعرفة والثاني مجموعة من القواعد الرامية إلى توجيه تلك الأعمال وتسييرها بصورة معينة، وذلك لضمان مواصفات في نتيجة البحث، المعرفة، التي لا يمكن تحقيقها بالمنهج التلقائي.
وللتوضيح الأكثر عرضت النتائج المذكورة لتحليل تاريخي ألقى فيه الضوء على بداية المنهج العلمي وتطوره ونوقش بذلك مختلف الانتقادات والشكوك حوله من الغزالي وبيكن وديكارت وآباء علم الاجتماع وعلماء الاجتماع العرب المعاصرين.