مجلة الفنون
استعراض
مقالة وصول حر مقالة وصول حر ((ذكريات الليالي العربية)) وذكريات قصيدة كيتس ((أنشودة إلى البلبل))(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/1996) ابتسام علي صادقتعاني قصيدة الشاعر الفيكتوري ألفرد تينيسون المعنونة (( ذكريات الليالي العربية)) من قراءات نقدية خاطئة تنسبها إلى التراث الرومانتيكي، ويقبع الخطأ في قيام بعض النقاد بربط مقطع البلبل في قصيدة تينيسون بقصيدة الشاعر الرومانتيكي جون كيتس المعنوية (( أنشودة إلى البلبل)) رغم وجود اختلافات جوهرية بين الشاعرين في تفاعلهما مع أغنية الطائر.
وبتوظيف المنهج النقدي الشكلاني قمت بمقارنة القصيدتين وأوضحتُ أوجه الاختلاف بين موقف الشاعرين تجاه البلبل، الأمر الذي يحرر قصيدة تينيسون من انتمائها النقدي الخاطيء إلى التقليد الرومانتيكي. وقد تبين لي بالمقارنة أن الشاعر الفيكتوري يسترجع قصيدته أحاسيس سلفه الشاعر الرومانتيكي تمامًا كما يسترجع بذاكرته قصص ألف ليلة وليلة وحكايات هارون الرشيد دون أن يتجاوز المجال الذهني أو يدخل في إطار التجربة الفعلية، فهو يتذكر دون أن يحس ما أحس به جون كيتس عند سماعه أنشودة البلبل.
ثم قمتُ بدعم هذا الاستنساخ عن طريق إبراز عناصر أخرى داخل القصيدة تنادي يتفوق الفن على الطبيعة، وهو نداء فيكتوري مغاير للولاء المطلق الذي يكنه الشاعر الرومانتيكي للطبيعة، ويعكس محاولة الشاعر الفيكتوري التأكيد على دور الإنسان وعقله البشري في تشكيل العالم الذي يعيش فيه بعد أن تزعزعت ثقته في الطبيعة كقوة إيجابية ملهمة وفعالة في حياته.مقالة وصول حر علاقة الشاعر جون كيتس بالشرق(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/1991) ابتسام علي صادقعني هذا البحث باستقصاء علاقة الشاعر الإنجليزي جون كيتس بالشرق خلال مختلف مراحل حياته الأدبية. وقد وجد أن العلاقة تستجيب بصورة كبيرة لفلسفة الشاعر المعرفية بمختلف متغيراتها. ففي بداية حياته الأدبية وقع الشاعر تحت تأثير الفلسلة التجريبية التي تعتمد في اكتساب المعرفة على الاستجابة الحسية للأشياء الخارجية والظواهر الطبيعية. وقد أعاقت هذه الفلسفة التاحم الشاعر بالشرق لسببين رئيسين. السبب الأول هو البعد الجغرافي هو ارتباط الشرق في ذهن الكاتب بالسحر والقوى الخارقة للطبيعة، الأمر الذي جعل تمثيل الشاعر له أمراً صعب المنال. وقد أدت هذه الصعوبات إلى الحد من اعتماد الشاعر فنيًّا على الشرق في كتاباته، إلى أن طرأ عليه الاتجاه المعرفي والفلسفي للشاعر تغير جذري عندما حلّت الفلسفة التجريدية محل الفلسفة التجريبية، وتنادي هذه الفلسفة بتوظيف الخيال والقوى الذهنية الداخلية لاكتساب المعرفة بدلاً من الاعتماد على الظواهر الخارجية للأشياء والقوى الحسية للمتلقي. وقد حرر تبني الشاعر لهذه الفلسفة علاقته بالشرق من المعوقات السابقة، الأمر الذي أدى إلى ازدياد اعتماده عليه فنيًّا في كتاباته المتأخرة.