المنظور الإسلامي للحافزية وموقعه من النظريات المعاصرة
مجلة العلوم الإدارية
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
يهدف هذا البحث إلى التعريف بالمنظور الإسلامي ومقارنته مع نظريات الحافزية التقليدية الشائعة في أدبيات السلوك الغربي كنماذج ماسلو والدرفير ومكريجور وأرجريس وهيرزبرج. بين البحث فشل النماذج الغربية في إعطاء تعريف شامل للطبيعة البشرية لكونها بنيت على افتراضات محدودة تناولت جانبا واحدا من جوانب الطبيعة البشرية أما المنظور الإسلامي فكان تعريفا شاملا ودقيقا لأن مصدره إلهي. فالإنسان في نظر الإسلام مخلوق ذو بعدين يشكل نسقا ذا نهايتين يبدأ بتكوينه المادي وينتهي بتكوينه الروحي كما أنه له إرادة حرة تمكنه من الاختيار وذلك بالاعتماد على قدرات فكرية ومعرفية وهبها الله له أعطته القدرة للتفوق على بقية المخلوقات. <br> بينت قصة آدم في القرآن الكريم أن الإنسان مكون من مادة وروح وفكر. ولذلك فإن هناك ثلاث حاجات للإنسان: فسيولوجية وروحية وفكرية. وخلافا لبعض نظريات السلوك الغربي، فإن إشباع هذه الحاجات لا يتبع تسلسلا هرميا وإنما يتبع أسلوبا موقفيا يعطي لإرادة الإنسان حرية الاختيار. كما يتأثر إشباع هذه الحاجات بمستوى النفس للفرد. فالنفس الأمّارة بالسوء تنكب على إشباع الحاجات الفسيولوجية، كما تحتل الحاجات الروحية مرتبة عالية من النفس المطمئنة، بينما تشكل النفس اللوّامة ميدانا للصراع بين الحاجات الروحية والفسيولوجية، وهنا تتدخل إرادة الإنسان الحرة لحسم هذا النزاع لصالح الخير.<br> دعا الإسلام إلى إشباع متوازن للحاجات الإنسانية. فيجب ألا تتعارض عملية إشباع حاجة مع إشباع حاجة أخرى. كما أن عملية إشباع الحاجات الثلاث لا تتم بمعزل عن بعضها البعض. كما ركز الإسلام على الاعتدال في إشباع هذه الحاجات. تشترك جميع نماذج الحافزية التقليدية الغربية بعدم الاهتمام بإشباع الحاجات الروحية وهي التي تصل الفرد بخالقه وتمثل صمام الأمان ضد الإحباط والفشل والانتحار. حتى نحقق مستوى رفيعا من الإنتاجية وإرضاء النفس لموظفينا فعلينا أن نتبنى خطة شاملة للحافزية بحيث يتم من خلالها إشباع حاجاتهم الفسيولوجية والفكرية والروحية معا. <br><br><br>