قضية الإبداع في النقد العربي القديم بين نظريتي التعبير والخلق

سعتْ الدراسة إلى مد جسور التواصل بين كل من المدونة النقدية الحديثة والقديمة، وإثبات عدم وجود قطيعة حاصلة بينهما، دون محاولة الاستدعاء أو الإسقاط أو الفصل عن اللحظة التاريخية، التي تحافظ على خصوصية الممارسة القرائية لطبيعة المدونة النقدية، وذلك بالوقوف على تصورات فريق من القدامى لحاجة المبدع إلى الاستعانة بالتجربة الفعلية ومثيراتها، التي تدمغْ بطابعها إنتاجه المعبر عن ذاته وما يدور حوله، وهو ما بدا في تصوراتهم لمفاهيم نظرية التعبير، كذلك بالوقوف على تصورات الفريق الآخر عن استغناء المبدع عن واقعه وخلقه لعوالم جديدة غير موجودة فعليًّا، وهو ما بدا في تصوراتهم لمفاهيم نظرية الخلق، هذه التصورات التي لم تحضر في تناول الدراسات السابقة لقضية الإبداع في المدونة النقدية القديمة، وهو ما كشف عن أهمية هذه الدراسة وأصالتها في تناول قضية الإبداع من هذا المنظور، وذلك في ضوء المنهج الوصفي، الذي عزّز الوصول إلى نتائج تتصل بأحكام قيمية، ربطت نظرية التعبير بالقيم الموضوعية النفعية، ونظرية الخلق بالقيم الجمالية الفنية، كما توصي الدراسة بالسؤال عن مدى حضور النظريتين في أعمال المبدعين على المستويين التنظيري والتطبيقي.