التعارض بين تأويل المعنى وتقدير الإعراب في النحو العربي
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
صار من المألوف الوقوع في الخلط بين التأويل الدلالي والتحليل الإعرابي لدى النحويين، وتعرضت أفكار الشيوخ والأئمة ومقالاتهم في كثير من الأحيان إلى شيء من اللبس وسوء الفهم، ويبدو أن قدرًا غير يسير من أفكار الخليل بن أحمد ( ت 175هــ ) وتحليلاته تعرض- فيما يبدو للباحث- إلى شيء من هذا اللبس والاختلاط على يد المؤولين والمفسرين من النحاة الذين جاءوا بعده، ممن لم يتمثلوا مقاصد الخليل ولم يحسنوا فهم مقاصده ومغزى كلامه. وقد حرر أبو الفتح بن جني (ت 392هـ) بابًا في كتابه الخصائص بعنوان: باب الفرق بين تقدير الإعراب وتفسير المعنى، كما تنبه بعض أئمة النحويين منذ وقت مبكر إلى ظاهرة التحول في الأساليب العربية، وسجل صورًا من انتقال دلالة التركيب النحوي من مفهوم وضعت له في الأصل إلى مفهوم آخر جديد اقتضته سنن التطور في الاستخدام اللغوي والحاجة إلى التعبير عن حالات مستجدة تتطلبها دواع نفسية وظروف اجتماعية لا تجد لها صيغة مستقلة تفي بها، فتلجأ لاستعارة صيغ أخرى تحاول إضفاء دلالات جديدة عليها، تفهم من السياق الذي استخدمت فيه. وصارت هناك تقديرات إعرابية ثابتة لكثير من الأساليب العربية حتى لو تعارضت هذه التقديرات مع فحوى هذه الأساليب موضوع الدراسة. <br><br>