الزخرفة المعمارية في البيوت التقليدية: في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية
مجلة العمارة والتخطيط
ملفات
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
تمثل فنون الزخرفة والنقوش للفراغ والواجهات أحد أبرز السمات لمباني مساكن الأغنياء في المنطقة الوسطى بالمملكة العربية السعودية، ويكون الغرض من استخدام الزخرفة والألوان هو جذب الاهتمام وإبراز القيم الجمالية للفراغ . وتزيين واجهات المساكن وأماكن استقبال الضيوف ما هو إلا دليل على حسن الوفادة والكرم وعنصرٌ مكملٌ مع تقديم الشراب والطعام. والعناصر المعمارية التي تزَيَّنُ وتزخرَفُ دائماً هي الجدران الداخلية وخزانات أدوات القهوة والشاي وأبواب ونوافذ غرف الاستقبال، ويرجع أصل هذا الطابع إلى العصر التقليدي.<br>تبحث هذه الورقة في أصل وهوية حركة زخرفة وتزيين وتلوين الفراغات وتطورها في المنطقة الوسطى بالمملكة العربية السعودية، ومدى تعمق جذورها في ثقافة المنطقة وتأثيرها في ثقافات القبائل البدوية في الأقاليم المجاورة، ولم تمنع طبيعة المنطقة الوسطى المعزولة عن بقية أنحاء العالم من التأثر والارتباط بثقافة المسلمين, وليس من قبيل المصادفة أن تبرز في المنطقة الوسطى كثير من أشكال وأنماط الفنون الأصلية.<br>تناقش الورقة مدى إمكان استيحاء الأشكال للزينة من أصول أسطورية لعصر ما قبل الإسلام وثقافة القبائل البدوية المجاورة المستخدمة في الزخرفة، والأشكال المستخدمة في الزخرفة والزينة تعتبر مصدراً لإلهام كثير من الفنانين ومصدراً أيضاً لإعجاب المشاهدين. ولجذب اهتمام المشاهدين لجأ الفنانون الأوائل في تكويناتهم إلى إرساء قاعدة مهمة من قواعد الفنون وذلك عند استخدام الألوان والمفردات الفنية التي كثيراً ما ترمز لطبيعة الصحراء والمعتقدات والتي يزيد عددها عن ثمانين. وهذه المفردات تعبيرٌ عن طقوس اجتماعية وصورٌ لمفردات ثقافية. فالواحات والسماء الصافية والنجوم اللامعة وأشجار النخيل والكثبان الرملية وإعداد القهوة والشاي تعتبر مصدر إلهام للفنان المحلي الأصيل. والمعتقدات العربية ليست مثل معتقدات الثقافات الأخرى التي تعتمد على السحر لطرد الأرواح الشريرة ولكنها مرتبطة بالأديان السماوية، ولهذا فإن عناصر الفن الأولى في المنطقة الوسطى تتبع منهجاً أصيلاً في تطور الرموز الثقافية الأصيلة في المنطقة، وقد بدأ أساس التطور للأشكال الزخرفية بتحرير الهيئات الأصلية تحريراً رمزياً والتي صارت حركة فنية قبل أن تكون تقليداً، وهذه الحقيقة التي جعلت هذا الفن يلقى رواجاً ويكتسب أهمية في مفردات فنون العمارة التقليدية الأصيلة. يقترح الباحث أن يتم بحث موضوع هوية وتطور فن الزخرفة والزينة في المباني في إطار المحيط وحصر الدلائل من البيئة، فإن ذلك قد يساعد الفنانين المجددين في التوصل إلى قاعدة تتضمن تسلسل الفن التاريخي مع الفن المعاصر في ممارسات ناجحة، ولأنه إذا تم نقل المادة من محيطها فقد يؤدي ذلك إلى طمس الحقيقة وربما نقل تعبير خاطئ عنها..<br><br><br>