الاستشراق في قراءات المدينة العربية الإسلامية
مجلة العمارة والتخطيط
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
لطالما اعتبرت دراسات المستشرقين للمدينة العربية الإسلامية (أمثال سوفاجيه وجرونباوم) والتي بدأت تتزايد منذ نهاية القرن التاسع عشر دراسات مرجعية استند إليها الكثير من الباحثين اللاحقين (ومنهم المسلمون) فاستخدموا نتائجها وتبنوا منهجياتها ووسائلها في التحليل. <br>إن ما تحاول هذه الورقة طرحه هو أن هذه الدراسات الاستشراقية للمدينة العربية الإسلامية إنما هي دراسات انطلقت في تحليلاتها من المنهجيات والعلوم الغربية (خاصة العلوم الإنسانية) والتي تبلورت في الغرب ومن ثم أسقطت على دراسات المدن في العالم الإسلامي. إذ إن الفرضية المسلم بها ضمناً في هذه الدراسات هي أن المدينة الإسلامية تشكل نظاماً حضرياً كغيره من الأنظمة الحضرية الأخرى. بذلك فإن الدراسات الحضرية الغربية (مثل دراسات ماركس وفيبر ودوركهايم ومدرسة شيكاغو) شكلت جذور قراءات المستشرقين للمدينة العربية الإسلامية.<br>تشكل المدينة العربية الإسلامية عمراناً خاصاً هو نتاج عوامل معينة تختلف بالضرورة عن تلك التي أنتجت المدينة في العالم الغربي. فإذا تقبلنا أن لكل عمران وسائله في التحليل والقراءة، فإن استخدام وسائل قراءة عمرانٍ ما في قراءة عمرانٍ آخر يؤدي في الكثير من الحالات إلى حصول لبس وإبهام في النتائج، كما ستوضح هذه الورقة. وهذا ما حصل في دراسات المستشرقين للمدينة العربية الإسلامية. <br>