التحولات السكانية والمكانية في مدينة القدس في المدة بين1850-2030

تعالج هذه الدراسة الكيفية التي تم بها ويتم إحداث تغيير على المكان في القدس من خلال المشروع الصهيوني في فلسطين منذ منتصف التاسع عشر الميلادي وحتى عام ۲۰۳۰ م . لقد تحولت مدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين من مدينة عربية خالصة يعود تاريخها إلى حوالي ستة آلاف عام مضت إلى مدينة يحاول الاحتلال الإسرائيلي احداث تغییر جوهري في نسیجها الکاني والسكاني والديني. ولقد شهدت مدينة القدس منذ منتصف القرن التاسع عشر حالها حال فلسطين تعاقب خمس حکومات، هي الدولة العثماني التي امتد حکمها من عام ۱۵۱۷ م و حتی عام ۱۹۱۷ م، والانتداب البریطاني من عام ۱۹۲۰ م و حتی عام ۱۹۶۸ م، والحکم الاردني الذي امتد من عام م۱۹۵۰ م و حتی عام ۱۹۹۷ م، وفترة الاحتلال الاسرائیلي الذي امتد من عام ۱۹۹۷ م وحتى الوقت الحاضر. أما فترة السلطة الوطنية الفلسطينية والتي تمتد من عام ١٩٩٤م وحتى الوقت الحاضر فتتداخل مع حكم الاحتلال الإسرائيلي. لقد طبع كل نظام أثره على الامتداد المكاني والسكاني للمدينة كما طبع أثره على الأماكن الدينية. ويتضح في الوقت الحاضر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول جاهدة ليل نهار تغيير امتداد مدينة القدس، والقيام بمحاصرتها متجاهلة كل المواثيق والمعاهدات الدولية. إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي يؤدي إلى تشويه مدينة القدس لصالح نظام عنصري لم يكتب له البقاء في أماكن