القصور في كفاءة ((المخططات العامة)) لتطوير مواقع الجامعات:
مجلة العمارة والتخطيط
ملفات
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
أنشئت في المملكة العربية السعودية على مدى الثلاثين عاماً الماضية، سبع جامعات تعليمية. ولقد شيدت هذه الجامعات طبقا لأسلوب ((المخطط العام)).<br> ولقد صيغت هذه المخططات العامة بواسطة مكاتب استشارية أجنبية-وأظهرت الكثير من الجمود الفكري لأي متتبع لهذه المخططات. فضلا عن أن هذه المخططات العامة (وكل منها قد اعتمد أساسا على إظهار استعمالات الأراضي المستقبلية في ألوان مختلفة) قد فشلت في المواءمة بين هذه الاستعمالات والتصاميم التفصيلية من ناحية وبين الموارد الوطنية والمحلية من ناحية أخرى. <br> والواقع إن هذه المخططات قد عملت من جانبها على تحسين الأوضاع البيئية- وهو ما كان ستقوم به الأقسام الفنية والهندسية على المستوى المحلي. وعلى أية حال فإن الكلفة المرتفعة لطباعة هذه الدراسات فضلا عن عدم مرونتها التصميمية قد حالا دون إجراء أية تعديلات وفي الوقت المناسب لملاحقة المتغيرات غير المتوقعة.<br> وعلى هذا فإن المخططات العامة للجامعة التي أجريت في هذه الفترة والتي أجرتها هذه المكاتب الاستشارية الأجنبية لم تكن ذات نفع عظيم، ومن ثم فقد جرى تخزينها في المكتبات كشاهد على نفقات مالية كبيرة قد أهدرت أو كشاهد على تجربة علمية أو حدث تاريخي ذا بال.<br> ولما كانت هذه المخططات العامة قد أثبتت جمودها الكامل أو سمحت ببعض المرونة، فإنه يلزم أن نتوخى توجيهاً جديداً عند وضع المخططات الجامعية ليحل محل فكرة المخطط العام الجامد. وهذا التوجه ربما يكمن في فكرة المخطط الشامل. والحق أن كلا من الفكرتين سواء ((المخطط العام)) أو ((المخطط الشامل)) تحتاج إلى معلومات متجددة وتحليلات تتعلق بمجموعة من الأحوال والأحداث الراهنة أو ذات العلاقة. وإذا كانت هذه الخطط ذات مدى بعيد فلا بد أن توجه إلى فترة زمنية محدودة يمكن على أساسها تنفيذ مقترحات هذه الخطة بشكل عملي.<br> ومن المقترح أن تترواح هذه الفترة الزمنية ما بين خمس إلى عشر سنوات. كما تحتاج أيضا هذه المخططات إلى إظهار المتغيرات المتوالية وإلى التعبير عن حسن وإدراك الإدارة الجامعية. وبناء على ذلك فإن ثمة أمور طبقا لهذا المنظور يمكن أن نتنبأ بها للمستقبل البعيد وأخرى يمكن التنبؤ بها في المستقبل القريب، وأخرى للمدى المتوسط. ولا تزال هناك بعض الأمور التي تتطلب إجراءات فورية. وحتى تسير هذه الإجراءات المختلفة التوقيت في تناغم وظيفي مثمر لا بد أن يرعاها قسم فني دائم الكيان مسؤول عن العملية التخطيطية في مراحلها المختلفة ومدعم بخطة ذات إجراءات مستمرة. <br> ومن هذا المنظور فإن الورقة تسجل أولا الخلفية التاريخية للفكر التخطيطي الذي صاحب تشييد الجامعات بالمملكة العربية السعودية. ولقد ناقشت الورقة مدى القصور الإجرائي والفني الذي لازم تشييد هذه الجامعات مع التركيز على بعض الأمثلة . وكذلك ناقشت الورقة فكرة ((التخطيط الشامل)) كحل تطبيقي مع ذكر بعض التوصيات. <br>