العناصر البشرية غير العربية في مكة قبل الإسلام وأدوارها الدينية والاقتصادية والاجتماعية
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
على الرغم من غلبة العنصر العربي على سكان مكة إلا أنه كان يوجد فيها أعداد من الأجانب الوافدين إليها من الخارج. ولكون مكة كانت تعتبر من أكثر مدن شبه الجزيرة العربية نشاطاً في النواحي الدينية والاقتصادية خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين. وأصبحت مكان جذب للآخرين الذين قدموا إليها لأهداف مختلفة. ويوجد ضمن أولئك أعداد كبيرة من العبيد من البيض والسود جُلبوا من بلدان شتى كالعراق والشام واليمن والحبشة. كما قدم إلى مكة أجانب لأهداف سياسية ودينية وتجارية.<br> وقد اختلفت مهام هؤلاء الأجانب وبالذات العبيد منهم اللذين عملوا في عدد من المهن التجارية والزراعية والحرف الصناعية والخدمية. ووجد من هؤلاء الأجانب عدد كبير من الإماء والجواري كن خادمات في بيوت السادة القرشيين، وكن مغنيات لهن شهرة في المجتمع المكي، ومارس عدد منهن البغاء، وعرفن بأصحاب الرايات الحمر. كما تسرّى السادة بالإماء، وانتسب عدد من أبنائهم إليهن.<br> ووفد إلى مكة مجموعات من أتباع الديانة اليهودية إما بهدف التجارة أو بهدف البحث عن النبي الخاتم. كما كان ضمن الأجانب أعداد كبيرة من النصارى من العبيد وغيرهم، وكان هؤلاء أكثر عدداً من اليهود الوافدين. ولكن هؤلاء النصارى لم يكونوا يشكلون تهديداً دينياً على المجتمع المكي الوثني لأنهم لم يكونوا دعاة لدينهم، كما تجنّبوا مهاجمة العقيدة الوثنية رغبة منهم في العيش بسلام في مكة.<br>