تحقيق مسألة ((ما)) ودراستها عند أبي علي الفارسي
مجلة العلوم
ملفات
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
يعدُّ أبو علي الفارسي من علماء القرن الرابع الهجري الذي نضج فيه الدرس النحوي، واستقرَّت قواعده فيه، وتحدَّدت أهدافه. فاعتمد جيل أبي علي على الاستفادة مما خلَّفه لهم علماء المدرستين، والصدود عنه معتمدين على اختيار ما تؤيِّده الأدلة والأقيسة والنقول.<br>ومع أن أبا علي ألَّف كتاباً شاملاً في النحو للمبتدئين وآخر في الصرف- هما الإيضاح والتكملة- فإنه فطن لما يحتاج إليه الناس في عصره، فعمد إلى الاشتغال بالمسائل المشكلة، والقضايا الخلافية بغية الوصول إلى القول الفصل فيها، فألّف فيها كتباً نافعة أصبحت محل اهتمام الدارسين والعلماء المختصين في عصره وبعد عصره.<br>والمسألة التي قمت بتحقيقها إحدى المسائل التي عالجها الفارسي في كتابه الموسوم بالمسائل الشيرازيات. جمع فيها ما تفرَّق من أقسام (ما) وأنواعها وأحكام كل قسم، وتفصيلات كل نوع. وقد فعل مثل ذلك في أكثر من كتاب.<br>ففي تعليقه على كتاب سيبويه –مثلاً- خصَّ ما بخمسة وعشرين وجهاً من الوجوه الخمسين التي أفردها لقول سيبويه: (( باب علم ما الكلم من العربية))، وعقد لها في المسائل المشكلة ((البغدادية)) باباً خاصًّا بها، توسع فيه وأكثر من الاستطراد، وذيَّله بذكر أربع مسائل تتعلق بها، وعقد لها في الإيضاح العضدي بابا أقتصر فيه على الحديث عن الحجازية مراعيًّا في ذلك منهج الكتاب والهدف منه.<br>وقد قسم أبو علي ((ما)) قسمين: اسمية وحرفية. تناول كل واحد من القسمين بالشرح والتفصيل والتعليل والتدليل. وقد برزت ميوله البصرية في معالجة هذه المسألة، كما أنها حوت بعض آرئه التي نسبتها له كتب حروف المعاني وغيرها. وقد تجلَّت في هذه المسألة –كغيرها- بعض خصائص الفارسي على النحو ما أوضحته في الدراسة.<br>ولعلِّي أكون بذلك قد أعطيت نبذة مختصرة عن هذه المسألة.