المنية والأمنية: فكرة الموت في الشعر الجاهلي
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
شغلت قضية الموت والحياة في الشعر الجاهلي الدارسين المحدثين، وحاولوا تطبيق نظريات مختلفة تهدف إلى تفسير المكوِّنات الأساسية لتفكير الإنسان العربي قبل الإسلام إزاء الكون وعالم ما بعد الوجود. وقد استثمرت في ذلك معارف كثيرة أسطورية وخرافية، وشعرية، وإخبارية. <br> ولعل أهم مشهدين من مشاهد التصوير في الشعر الجاهلي، وهما الحمار الوحشي والثور الوحشي، يعدان أهم الموضوعات التي استهدفتها الدراسات الأدبية المتأخرة. ثم راح الباحثون يربطون الفكر الجاهلي بالفكر العالمي من حيث العقيدة والشعائر الطقسية. <br> وعلى الرغم من كثرة هذه الدراسات، فالملاحظ أنها كانت تأخذ إما شكل الطابع التقليدي، أي تقوم بجمع المادة وتصنيفها وتبويبها، ثم الحديث عنها حسب الموضوعات، مثل: الزمن، والمناحة، والتآبين...إلخ وإما الشكل النمطي، أي الحديث عن موضوعات خاصة، كمقتل الحمار أو الثور الوحشيين، أو وسائل التدمير الطبيعية كالسيل، والجفاف، أو الحرب، إلى غير ذلك. <br> ومع أن هذا البحث لم يغفل إيجابيات هذه الدراسات، ولم يخل من التطرق إلى مثل هذه الموضوعات، فإنه توجه مباشرة إلى اللغة، فربط بين الأمنية والمنية من حيث الاشتقاق، ثم عرج على الدلالة فجمع بينهما في معنى واحد، وقد كان الشعر هو الحامل لكل تلك التفسيرات. وعلى هذا النحو توصل البحث إلى إيجاد حلقة وسطى وانتقال بين حالتين متجاذبتين: الأمنية، وهي التي تدفع بالمرء إلى مواصلة الحياة، والمنية التي تأتي لتجهز عليها. <br><br>