دراسة البيئة العمرانية التقليدية من خلال الشعر العامي بمنطقة نجد
مجلة العمارة والتخطيط
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
يعتبر البحث في البيئة العمرانية التقليدية بصفة عامة من الموضوعات المهمة للمعماريين والمخططين. ومن البيئات المحددة التي حضيت بالدراسة البيئة العمرانية التقليدية لمنطقة نجد في المملكة العربية السعودية، وقد ظهر ذلك على هيئة تقارير فنية للمهنيين من معماريين ومخططين، وعلى هيئة كتب أو رسائل علمية أو بحوث من أكاديميين متخصصين. و استفادت تلك المخرجات من وسائل مختلفة من فنون وعلوم أخرى، مثل الرفوعات المساحية من علم المساحة، والمسح البصري من فن التصوير الفوتوغرافي، كما استفاد بعضها من علم التاريخ المكتوب أو الشفوي.<br> هذه الدراسة تقترح الاستفادة من مصدر لم يستخدمه الباحثون في العمارة والتخطيط بشكل كبير لفهم البيئة العمرانية التقليدية وربطها بمحيطها الثقافي والاجتماعي بمنطقة نجد. هذا المصدر هو الشعر العامي، المكتوب منه والمحفوظ، وهو وثيقة متوارثة يمكن أن تكون رديفة ومكملة لما تقدمه المصادر الأخرى كالرفوعات الميدانية والمسوحات البصرية. فالشعر العامي أحد جوانب الأدب الشعبي، ينبع من صميم المجتمع ويستمد حياته من البيئة العامية. ولهذا فإنه تصوير ناطق لها، و يمثلها أصدق تمثيل، ويكشف عن جوانب خفية فيها، كما أنه ثري بالكلمات والعبارات التي تقود إلى البحث والتفصيل. <br>من خلال هذه الدراسة أمكن تصنيف البيئات العمرانية التقليدية في نجد حسب الظروف الزمانية لكل شاعر وعلاقتها بتلك البيئة، إلى أربع بيئات: الأولى منها تلك التي عاش فيها أهلها حياتهم كلها، والثانية تلك التي تذكرها أهلها بعد أن تقدم بهم العمر، وأصبحوا يعيشون في بيئات حديثة، أما الثالثة فهي البيئة التي هجرها أهلها إلى بيئة حديثة، والرابعة تلك التي طالتها يد التغيير أو الإزالة بسبب المخططات الحديثة. ويوفر هذا التصنيف فرصة لفهم خصائص العمارة التقليدية في منطقة نجد والتغيرات التي شهدتها. <br>تضيف هذه الدراسة لبنة في مجال الدراسات التخصصية في العمارة والتخطيط، وتوظف في ذلك الأدب الشعبي بمعطياته المختلفة من شعر، وأمثال، وقصص، وحكايات، في منطقة نجد. ويشجع ذلك الباحثين فيها على الكشف عن خصائص تلك البيئات العمرانية التقليدية المختلفة، عن طريق الأدب الشعبي بصفة عامة و الشعر العامي بصفة خاصة ليكون رافداً للوسائل الأخرى ومكملاً لها. كما يساهم ذلك في دراسة البيئات العمرانية التقليدية لتأخذ حقها من التوثيق، والتحليل، والاستنباط خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة. <br>