المجلد 02

استعراض
مقالة وصول حر الانحياز الذكري للغة والتفاوت بين الجنسين : نظرة جديدة إلى باتشيبا افردين بطلة رواية (بعيدا عن الجمهور الصاخب) لتوماس هاردي وكذلك رؤيته إلى الواقع النسوي(دار جامعة الملك سعود للنشر, 01/01/1990) سمير البربرييهدف هذا البحث إلى تقديم قراءة مغايرة لنص أساس في رواية توماتس هاردي بعيدا عن الجمهور الصاخب، والنص هو ما جاء على لسان البطلة باثشيبا في حوارها مع بولدوود الذي أطلق العنان لهواه فجأة بعد طول سبات واخذ يوالي الضغط على باثسيبا لحضها بعواطفه المتأججة على قبول الزواج منه تقول باثشيبا في سياق حديثها ( إنه من الصعب على امرأة أن تفصح عن الأحاسيس التي تجول بخاطرها بلغة صنعها الرجال ليعبروا بها مع مشاعرهم) نحن أمام تفسيرين خلعا على البطلة جملة م المعايب من بينها المراوغة وحجب المرامي بالأقنعة وكذلك الافتقار على الصراحة ومنطق العقل، وهي المعايير التقليدية التي تميز النساء . بيد أن من الخطأ إغفال أحقيقة أن بثشيبا على العكس من بولدوود لا تأخذها ا لاوهام العاطفية المضللة مع بعض التحفظ لاستسلامها لغلبة تروي وهل يمكن لمن يحسن النظر ان ينكر على باثشيبا الإفصاح والإبانة هنا كما هو واقع الحال في مواقف عديدة في الرواية ولذي لا ريب فيه هو أن العبارة مطبوعة بطابع الاحتجاج على الامتياز اللغوي الجائر الذي ينعم به الجنس الآخر والمطالبة الضمنية بالمساواة وتغيير الوضع اللغوي للمرأة بولدوود يريدها أن تنطق بالكلام الذي يريده، ان تتمثل الدور الذي يملي عليها وأن تقف موقف التلقي والاستقبال وهيهات أن كون هي كذلك وقد اغفل الناقدان من حسابهما دور باثشيبا الحيوي القائم على قوة العزيمة والثقة بالنفس والبروز وخروجها عن السنن النسوية المعروفة بممارستها أعمال يمارسها الرجال وكذلك مغالبة الآلام ويمضي البحث إلى باعد من ذلك حيث يبين أن هاردي بدلا من أن يؤكد على التفريق والتمييز والتضاد بين الجنسين يؤكد على القرابة والمقاربة والتواصل والمماثلة إلى حد الالتباس واختلاط صفات الأنوثة والذكورة وهي الأوجه الغالبة على صعيد الأدوار ومن المشاهد الرائعة في الروايات تلك التي يتطابق فيها الحب مع العمل فالرجل يتم بالمرأة وهي تتم به ولا يعصب علينا أن نتبين أن بعض الأحكام التي أوردها الناقدان صيغت بدرجة واسعة من العمومية حيث يصعب الاعتداد بها والتعويل عليها.