مناظرة المسألة الزنبورية
مجلة العلوم
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
King Saud University Press
أ
هذه المناظرة تعد أشهر المناظرات في النحو العربي، ومدارها ((كنت أظن أن العقرب أشدُّ لسعةً من الزنُّنْبور فإذا هُوَ هيَ)) بضميرَيْ رفع بعد ((إذا الفجائية)) فحسب، أو يجوز أيضًا (( فإذا هو إيّاها)) بضمير رفع بعدها، يتلوه ضمير نصب. وقد لحق هذه المناظرة الكثير من التشويه والتعصبات. ومن هذا المنطلق تحاول هذه المقالة الوصول إلى الحقيقة مجردة، فتَبيَّنَ بالأدلة أن ((فإذا هو هي)) هي اللغة الأفصح والأقيس، ولكن ((فإذا هو إياها)) ثابتة الورود عن العرب على الرغم من ضعفها وشذوذها. وإذا كان سيبويه قد أنكرها، فلأنها لم تبلغه على الراجح؛ لأنه ذكر في كتابه الكثير من ((اللُّغيّات)). وأن هذه المناظرة تصوّر ما قامت عليه المدرسة النحوية البصرية، ممثّلة هنا بسيبويه ومؤيديه، في الاقتصار ما أمكن، على الفصيح المقيس من كلام العرب، والتضحية (( باللغيات الشاذّة)) لإحكام القاعدة. وما قامت عليه المدرسة الكوفية، ممثّلة هنا بالكسائي ومؤيديه، في التوسّع واستيعاب شواهد أكثر من هذه (( اللغيات)) ولو على حساب القاعدة. ونظرًا إلى أن كل جيل عربي كان أحوج من الجيل قبله إلى قواعد نحوية محدودة ومنضبطة، تساعده على تعلّم اللغة العربية، انتصر المذهب البصري، لسلامة منهجه، وما لحق بهذه المناظرة من المغالطات، هو من قبيل حماية القاعدة من الشواذ.