المشهد الحضري والمثاليات المعاصرة أمل أم وهم؟
Architecture and Planning
- إجمالي المشاهدات إجمالي المشاهدات0
- إجمالي التنزيلات إجمالي التنزيلات0
التاريخ
المؤلفين
الناشر
أ
ملخص البحث. إن من طبيعة النفس البشرية حبّها للتطوير، وقد ظهر هذا على مر التاريخ من خلال التجاربالتي تشدها تطلعات وآمال مستقبلية لما هو أفضل، ابتداءً من طوباوية أفلاطون في ‘‘ The Republic ’’ ومروراًبالتوجهات الإصلاحية في عصر النهضة والحداثة. فقد تزايد ظهور هذه النظريات بشكل كبير في عصر الحداثةمما جعل مفهوم المثاليات الحضرية ) Urban Utopia ( مرتبط بشكل كبير بمثاليات الحداثة وبرامجها الإصلاحيةالشمولية. إلا أن فشل الحداثة في تحقيق برنامجها الإصلاحي أدى بالبعض إلى فقدان الثقة بالمثاليات وإلى الإيمانبعدم وجود بديل للمشهد الحضري المعاصر. وقد نحى هذا بالمثاليات لدى مؤيديها إلى تبني فلكٍ جديدٍ، ربماما بعد حداثي، بعيداً عن الطروحات الشمولية الحداثية ومرتكزاً على المشهد الحضري الرأسمالي المعاصر،لعلَّها تكون المنفذ من الضياع الحالي والسبيل للوصول إلى مفهوم المجتمعات المثالية. ومن هذه المثاليات توجهالمدينة الجيدة ) Good city ( والمدينة العادلة ) Just city ( والحق في المدينة ) Rights to the city (، وكذلك الطروحاتالمثالية ذات التوجهات العمرانية كالإسكان التعاوني ) Co-housing ( وحركة التحضر الجديد ) .)New Urbanismإن معظم المثاليات المعاصرة إنما تنطلق في طروحاتها من محاولات الإصلاح والتعديل والتحسين وليس التغييرالشامل، بمعنى تقبُّل النظام الرأسمالي العام ومحاولة إصلاح أمراضه الحضرية وليس تغييره بشكل جذري. لذافإن السؤال الأهم هنا هو: هل تستطيع هذه المثاليات تحقيق أهدافها والخروج بحلول بناءة في ظل نظام مجتمعيرأسمالي؟ أو بمعنى آخر، هل تُكّن الرأسمالية هذه المثاليات من النجاح، أم أنها تشكل عائقاً أمام نجاحها؟فهل هي بذلك أمل أم وهم؟ سيقوم هذا البحث بقراءة ناقدة لبعض المثاليات الحضرية وتحليل أهم أهدافهاومحاورها، وتقويم قدرتها في الوصول إلى حلول لأزمات المشهد الحضري المعاصر..